الانتقادات للمخادمة لم تكن من فراغ، حيث ارتكزت على إيقافه محليا بقرار من الاتحاد الأردني، بسبب أخطاء ارتكبها في الدوري الأردني، قبل أيام قليلة فقط من مغادرته للجزائر لإدارة هذه المباراة المهمة، وهو في ما يزال في مدة العقوبة المحلية.

في التقرير التالي، نسلط الضوء على عدد من المحطات لهذا الحكم الخلافي على الساحتين المحلية والعربية.

بداية الحكاية

وبدأ المخادمة مسيرته التحكيمية عام 2004، عندما التحق بدورة تابعة لدى الاتحاد الأردني لمدة ثلاثة شهور، نجح في اجتيازها، وليصبح من ضمن فئة الحكام المستجدين، حيث جاء من وسط بعيد عن كرة القدم، وأصبح فيما بعد يحمل لقب (مهندس مدني) بعد تخرجه من الجامعة.

وشارك المخادمة في إدارة مهرجانات الواعدين التابعة للاتحاد الآسيوي، وكان يومها يعمل كحكم مساعد.
وفي عام 2007، أبدى الاتحاد الآسيوي حاجته لحكام ساحة وليس مساعدين، مما دفع المخادمة لقبول التحدي، حيث سعى جاهداً ليثبت نفسه كحكم ساحة.

وفي موسم 2007-2008، شارك المخادمة في إدارة مباراتين بالدوري الأردني كحكم مساعد، وفي العام الذي يليه شارك كحكم ساحة وكانت أول مباراة يديرها ببطولة الدوري المحلي بين فريقي الوحدات واليرموك.

وانتظر المخادمة بعض الوقت ليحصل على الشارة الدولية، حيث كانت التعليمات الدولية لا تمنحها لأي حكم يقل عمره عن الـ 25 عاماً، وبالفعل حصل عليها عام 2013.

وفي عام 2014، تم اختيار المخادمة كأحد حكام النخبة في آسيا، بعدما تم رصده في ادارة المباريات من مراقبين مختصين من الاتحاد الآسيوي، حيث أبدوا الاعجاب بقدراته وموهبته.

وشارك المخادمة في عام 2014 كحكم رابع بإدارة لقاءات بدوري أبطال آسيا، قبل أن يقود في العام 2015 أول مباراة بدوري الأبطال كحكم ساحة جمعت بين فريقين من الصين واليابان.



وبدأ المخادمة يلفت الأنظار بفضل مستواه الذي كان يشهد تطوراً متصاعداً ، ليقود في العام 2016 ، سبع مواجهات في دوري أبطال آسيا

ويعتبر العام 2017، الأهم في مسيرة المخادمة عندما أُسندت إليه قيادة المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا وكان أحد أطرافها فريق الهلال السعودي، وبعدها قاد عدة مباريات ببطولة آسيا لمنتخبات تحت 23 عاماً التي أقيمت في الصين.

 
ذلك التميز للمخادمة، دفع الكثير من الاتحادات الأخرى للاستعانة به لادارة المباريات المهمة، فكان ينجح في إدارة بعضها ويخفق ببعضها الآخر، حاله كحال كثير من الحكام في العالم.

 أخطاء مؤثرة

وفي الوقت الذي أبدع فيه المخادمة في ادارته للعديد من اللقاءات المهمة، فإن مسيرته لم تخلو من الاخطاء المؤثرة والتي اعتبرت غير مقصودة.

فعلى صعيد المسابقات المحلية بالأردن، فإن أبرز الأخطاء التي وقع فيها المخادمة، احتسابه لضربة جزاء للفيصلي في مباراة جمعته مع منشية بني حسن، وكانت لمسة اليد على المدافع عادل الهماني قد حدثت من خارج منطقة الجزاء، وهي الحالة التي آثارت الجدل واسعاً في حينه وأقرت لجنة الحكام بخطأ قرار المخادمة.

وكذلك فإن المخادمة تعرض قبل يومين لعقوبة الايقاف لمدة شهر لعدم احتسابه لضربة جزاء صحيحة للجزيرة في مباراته أمام شباب الأردن، حيث أقرت دائرة الحكام بالخطأ.

وفي العام الحالي، كذلك اعترض القادسية الكويتي بشدة على قرارات الحكم المخادمة خلال ادارة لقائه أمام السالمية ببطولة الدوري.

وقام رئيس نادي النصر السعودي بفتح النار على المخادمة أمس الأربعاء، محتجاً على قرارات المخادمة خلال قيادته للقاء فريقه أمام مولودية الجزائر، من كأس زايد للاندية الأبطال.

وجاءت الأخطاء الأخيرة، في وقت يتأهب فيه المخادمة ومجموعة من الحكام المساعدين في الأردن للمشاركة في إدارة نهائيات كأس آسيا.

 هل يستبعد المخادمة من كأس آسيا؟

أكد مصدر مقرب من دائرة الحكام الأردنية في حديثه ل، استبعاد أن يتخذ الاتحاد الآسيوي قراراً، باقصاء المخادمة وزملائه المساعدين من الأردن، عن نهائيات آسيا.

وارتكز المصدر على أن المخادمة يعتبر من أفضل حكام النخبة في آسيا وهو يحظى برعاية متواصلة من الاتحاد الآسيوي الذي يهتم بالحكام المبدعين.

وأشار إلى أن المخادمة سيكون مشروع حكم مونديالي، والأخطاء التي ارتكبها في بعض المباريات وكان آخرها في بطولة زايد للأبطال، ربما تعود لعدم التركيز بسبب العقوبة التي اتخذها بحق الاتحاد الأردني، أو لربما بسبب الغرور في ظل النجومية التي تحصل عليها جراء قيادته لمباريات مهمة في آسيا، وتفوقه على كثير من الحكام في بلده.

لكن يبقى السؤال في النهاية، وفي ظل الاحتجاج السعودي على قرارات المخادمة، هل من الممكن أن يدير إحدى مباريات المنتخب السعودي في كأس آسيا، أم أن الاتحاد الآسيوي سيدفع به في حال الابقاء عليه، لادارة مباريات لمنتخبات أخرى واستثنائه من إدارة أي مباراة للأخضر السعودي؟